صفحات من الحياة ( بقلم ساره عيسى )

صفحات من الحياة

بقلم ساره عيسى 

   على نسمات الحياة ،على أرواحها البهية ،على الأمور التي تجعل منا أناس أقوى أو حتى أفضل ،هكذا عشنا ،وهكذا تمنينا أن نكون على  الطريق الصحيح ... تبقى الأديان والضمائر والمبادئ هي التي  تحكمنا ونحكم أنفسنا بها...

   نحلق بخيالنا في الفضاء الواسع ،تبقى أمورنا بين الماضي والحاضر والمستقبل؛وليكون المستقبل هو الأهم بينها ،هو ما نعمل اليوم لأجله وما تعلمنا من أخطائنا في الأمس ليكون أجمل أو كما نتخيل ...

   تبقى حواراتنا ما بين ثلاث: العقل والقلب والضمير -فتقودنا إلى اللانهاية - ترجح في كل مرة إحداها على الأخرى؛ كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ لا نعلم هي مجرد وتيرة تمشي بها الحياة، ولا يمكننا أن نفقد إحداها ولا أن ننساها؛ ففقدان إحداها يعني أننا فقد جزء كبيراً من الحياة، فلكل منها معنى فمن غير العقل لايمكن أن نعيش الواقع بمنطقية وجدية، ومن غير القلب لايمكننا أن نحمل ذرة إنسانية ؛وما معنى أن يكون الإنسان إنساناً من غيرها ،والضمير هو الذي يربط ما بين إنسانيتنا وواقعيتنا لنجد أنفسنا أقوى وأكثر رحمة ... يجعلنا نتألم وولكنه يعلمنا كيف نتكلم ،وكيف نكون من نكون من غير أنانية أوطمع ومن غير كبرياء.

   تبدأ القصة في حياتنا أن نحلم أحلاماً صغيرة ،تكبر مع الأيام كما نكبر نحن؛ لنصبح أكثر إصراراً، نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله ،نسأله الخير أينما كتب ونمضي .نتعلم من الحياة أن الفشل لا يكون إلا عند الاستسلام للواقع والمجاراة مع الأيام .تعلمنا أن الأمور لا تأتي هكذا ؛ فالواقع بحاجة إلى القليل من الإصرار والإرادة الفذة.

   تقابلنا الكثير من الإحباطات بل حتى المحاولات الفاشلة إلا أنها علمتنا أن النجاح لا يكون إلا بمزيد من المحاولات ،وأن الأمور لن تصبح أسهل أبداً فمسوؤلياتنا لا زالت تكبر وتكبر... ومع المسؤوليات لا يوجد مكان للتكاسل ،علينا أن نكون أقوى من أنفسنا ،وأن نتعدى الحواجز التي كانت تعيقنا بالأمس ..أن نواجه مخاوفنا ونتحدى الواقع ...لانترك مجالاً للحظ ولكن حتماً نرضى بما قسمه الله لنا .

   لا يمكن للمرح ألا يسكن حياتنا ...فالسعادة فهي ما تعطي الجسد روحاً ؛وأرواحنا لاتزال طاهرة بسعادة القلب ورضى الرب ...هي كذلك السعادة ترحل وتعود لتقدم لنا أشياء أجمل فقط علينا أن نؤمن أن الله لن يخيبنا ولن يختار لنا إلا الأفضل ،ولا أنسى أن أكتب لكم الابتسامة فهي ما تعطي وجهنا جمال القلوب وتعكس ما في داخلنا من مشاعر ... قد تعني الابتسامات الكثير فأنا أؤمن أن للشخص الواحد أكثر من ابتسامة بعضها للفرحة وبعضها للأرق وأخرى لليأس وهكذا... و لن يكون قادرأً على تمييز ابتساماتنا أو التفرقة بينها سوى أقرب الناس إلينا .

   هكذا عشنا في صفحات حياتنا الماضية ... في أوراقها القليلة لا تزال قصصنا تكتب ولا يزال واقعنا يكبر وها نحن لانزال نتعلم  لنصبح في يوم من الأيام أناس عاشوا حتى بعد موتهم.