اين انت .... »
الرئيسية » » رصيف الحياة ( بقلم بيان فضه )
رصيف الحياة
صوت حبات المطر ، انسيابها على جدران المنازل .جريانها مسرعة لتحضن بعضها وتسير في نغم واحد تلك المعزوفة المتناغمة تشوش علها ضجيج خطواتهم وهم يركضون في جميع الاتجاهات منهم من يختبئ داخل معطفه البسيط متسائلا كيف ومتى سيصل الى منزله ،منهم من يمسك مظلاته الملونة يمشي بكل ثقة متحديا غضبها فهي تضرب مظلته لعلها تصفعه على وجهه محاولة اختراق المعاطف الثقيلة تضرب بتلك الاحذية اللامعة لعلها تلامس اقدامهم تلسعهم لتعيد نبض الحياة الى قلوبهم على اطراف الشوارع صمت مبهم انتظار تخفي معالمه زخات قوية من الارتباك وجوه ترتقب صوت عقارب الساعة تك تك تك.........
ماذا يبيعون اهي مجرد علب سجائر وبعض اشياء لا معنى لها ام هي بيع للكرامة مغلف بنكهة اخرى ينظرون اليك باعين تطلب منك ان تلتفت الى ما يضعون امامهم من اشياء لا تساوي شيئا الا انها بطريقة او باخرى متقنة الترتيب ، كل في مكانه
ماذا يفعل اطفال في هذا الجو القاسي اجساد هزيلة ،ثياب بالية ايد خشنة تحمل اثار معاناة ليست لهم ،وجوه سرقت الايام برائتها اعين مطفئة لاخوف من مطر ولا اختباء تحاول حبات المطر اخافتهم ......... لا جدوى
تبدا تلك الحشود بالتفرق كل الى مكان ما ،الى مرتبة ما حتى يصبح ذاك الرصيف هادئا بما حوى رغم صوت طرقات حبات المطر يلفتك رجل عجوز يراقب محتسيا قهوته جسده في هذا المكان وعقله في غير زمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق